حروف من ذهب عضو فعال
عدد المساهمات : 130 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 26/06/2009
| موضوع: صيام شعبان .. ياعباد الرحمن!! الجمعة أغسطس 07, 2009 2:52 am | |
| حول شهر شعبان
شعبان هو اسم للشهر ، وقد سمي بذلك لأن العرب كانوا يتشعبون فيه لطلب المياه ،
وقيل تشعبهم في الغارات ، وقيل لأنه شَعَب أي ظهر بين شهري رجب ورمضان ،
ويجمع على شعبانات وشعابين .
الصيام في شعبان :
عن عائشة رضي الله عنها قالت :
" كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول
لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر
صياما منه في شعبان "
رواه البخاري برقم ( 1833 ) ومسلم برقم ( 1956 ) ،
وفي رواية لمسلم برقم ( 1957 ) :
" كان يصوم شعبان كله ، كان يصوم شعبان إلا قليلا "
، وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شعبان ، وإنما كان يصوم أكثره ، ويشهد له ما في صحيح مسلم برقم ( 1954 )
عن عائشة رضي الله عنها ، قالت :
" ما علمته - تعني النبي صلى الله عليه وسلم -
صام شهرا كله إلا رمضان "
وفي رواية له أيضا برقم ( 1955 ) عنها قالت :
" ما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان " ،
وفي الصحيحين عن ابن عباس قال :
" ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا غير رمضان "
أخرجه البخاري رقم 1971 ومسلم رقم 1157 ،
وكان ابن عباس يكره أن يصوم شهرا كاملا غير رمضان ،
قال ابن حجر رحمه الله :
كان صيامه في شعبان تطوعا أكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم
معظم شعبان .
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال :
قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، فقال :
" ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ،
وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم "
رواه النسائي ، أنظر صحيح الترغيب والترهيب ص 425 ، وفي رواية لأبي داود برقم ( 2076 )
قالت : " كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان "
. صححه الألباني أنظر صحيح سنن أبي داوُد 2/461
قال ابن رجب رحمه الله :
صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم ،
وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده ، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن
الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض ،
وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده ، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق
بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه .
وقوله " شعبان شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان "
يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان - الشهر الحرام وشهر الصيام -
اشتغل الناس بهما عنه ، فصار مغفولا عنه ، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب
أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر حرام ، وليس كذلك .
وفي الحديث السابق إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن
أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه .
وفيه دليل على استحباب عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة ، كما كان طائفة من السلف
يستحبون إحياء ما بين العشائين بالصلاة ويقولون هي ساعة غفلة ،
ومثل هذا استحباب ذكر الله تعالى في السوق لأنه ذكْر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة ،
وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد منها :
أن يكون أخفى للعمل وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل ، لا سيما الصيام
فإنه سرّ بين العبد وربه ، ولهذا قيل إنه ليس فيه رياء ، وكان بعض السلف يصوم سنين
عددا لا يعلم به أحد ، فكان يخرج من بيته إلى السوق ومعه رغيفان فيتصدق بهما
ويصوم ، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته ، وكان السلف
يستحبون لمن صام أن يُظهر ما يخفي به صيامه ،
فعن ابن مسعود أنه قال :
" إذا أصبحتم صياما فأصبِحوا مدَّهنين " ، وقال قتادة :
" يستحب للصائم أن يدَّهِن حتى تذهب عنه غبرة الصيام "
وكذلك فإن العمل الصالح في أوقات الغفلة أشق على النفوس ،
ومن أسباب أفضلية الأعمال مشقتها على النفوس لأن العمل إذا كثر المشاركون فيه سهُل ،
وإذا كثرت الغفلات شق ذلك على المتيقظين ،
وعند مسلم ( رقم 2984 ) من حديث معقل بن يسار :
" العبادة في الهرْج كالهجرة إلي "
( أي العبادة في زمن الفتنة ؛ لأن الناس يتبعون أهواءهم فيكون المتمسك يقوم بعمل شاق ) .
وقد اختلف أهل العلم في أسباب كثرة صيامه -صلى الله عليه وسلم -
في شعبان على عدة أقوال :
1- أنه كان يشتغل عن صوم الثلاثة أيام من كل شهر لسفر أو غيره فتجتمع فيقضيها في
شعبان وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عمل بنافلة أثبتها وإذا فاتته قضاها .
2- وقيل إن نساءه كن يقضين ما عليهن من رمضان في شعبان فكان يصوم لذلك ،
وهذا عكس ما ورد عن عائشة أنها تؤخر قضاء رمضان إلى شعبان لشغلها
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصوم .
3- وقيل لأنه شهر يغفل الناس عنه : وهذا هو الأرجح لحديث أسامة السالف الذكر والذي فيه :
" ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان " رواه النسائي ،
أنظر صحيح الترغيب والترهيب ص 425
وكان إذا دخل شعبان وعليه بقية من صيام تطوع لم يصمه قضاه في شعبان حت
يستكمل نوافله بالصوم قبل دخول رمضان -
كما كان إذا فاته سنن الصلاة أو قيام الليل قضاه -
فكانت عائشة حينئذ تغتنم قضاءه لنوافله فتقضي
ما عليها من فرض رمضان حينئذ لفطرها فيه بالحيض وكانت في غيره من الشهور
مشتغلة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فيجب التنبه والتنبيه على أن من بقي عليه شيء
من رمضان الماضي فيجب عليه صيامه قبل أن يدخل رمضان القادم ولا يجوز التأخير
إلى ما بعد رمضان القادم إلا لضرورة
( مثل العذر المستمر بين الرمضانين ) ،
ومن قدر على القضاء قبل رمضان ولم يفعل فعليه مع القضاء بعده التوبة
وإطعام مسكين عن كل يوم ، وهو قول مالك والشافعي وأحمد .
وكذلك من فوائد صوم شعبان أن صيامه
كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة ،
بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بقوة ونشاط .
ولما كان شعبان كالمقدّمة لرمضان فإنه يكون فيه شيء مما يكون في رمضان من الصيام
وقراءة القرآن والصدقة ،
وقال سلمة بن سهيل كان يقال :
شهر شعبان شهر القراء ، وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال هذا شهر القراء ،
وكان عمرو بن قيس المُلائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن .
الصيام في آخر شعبان
ثبت في الصحيحين عن عمران بن حصين رضي الله عنه :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل :
" هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا ؟ قال لا ، قال : فإذا أفطرت فصم يومين "
وفي رواية البخاري :
أظنه يعني رمضان وفي رواية لمسلم :
" هل صمت من سرر شعبان شيئا ؟ " أخرجه البخاري 4/200 ومسلم برقم ( 1161 )
وقد اختلف في تفسير السرار ، والمشهور أنه آخر الشهر ، يقال سِرار الشهر بكسر السين
وبفتحها وقيل إن الفتح أفصح ، وسمي آخر الشهر سرار لاستسرار القمر فيه ( أي لاختفائه ) ،
فإن قال قائل قد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين ، إلا من كان يصوم صوما فليصمه
" أخرجه البخاري رقم ( 1983 ) ومسلم برقم ( 1082 ) ،
فكيف نجمع بين حديث الحثّ وحديث المنع فالجواب :
قال كثير من العلماء وأكثر شراح الحديث :
إن هذا الرجل الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم أن له عادة بصيامه ،
أو كان قد نذره فلذلك أمره بقضائه . وقيل في المسألة أقوال أخرى ،
وخلاصة القول أن صيام آخر شعبان له ثلاثة أحوال :
أحدها : أن يصومه بنية الرمضانية احتياطا لرمضان ، فهذا محرم .
الثاني : أن يصام بنية النذر أو قضاء عن رمضان أو عن كفارة ونحو ذلك ، فجوّزه الجمهور.
الثالث : أن يصام بنية التطوع المطلق ، فكرهه من أمر بالفصل بين شعبان ورمضان بالفطر؛ منهم
الحسن - وإن وافق صوما كان يصومه - ورخص فيه مالك ومن وافقه ،
وفرّق الشافعي والأوزاعي وأحمد وغيرهم بين أن يوافق عادة أو لا ..
وبالجملة فحديث أبي هريرة - السالف الذكر - هو المعمول به عند كثير من العلماء ،
وأنه يكره التقدم قبل رمضان بالتطوع بالصيام بيوم أو يومين لمن ليس له به عادة ،
ولا سبق منه صيام قبل ذلك في شعبان متصلا بآخره .
فإن قال قائل لماذا يُكره الصيام قبل رمضان مباشرة
( لغير من له عادة سابقة بالصيام ) فالجواب أنّ ذلك لمعانٍ منها :
أحدها : لئلا يزاد في صيام رمضان ما ليس منه ، كما نهي عن صيام يوم العيد لهذا
المعنى ، حذرا مما وقع فيه أهل الكتاب في صيامهم ، فزادوا فيه بآرائهم وأهوائهم .
ولهذا نهي عن صيام يوم الشك ،قال عمار من صامه فقد عصى
أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، ويوم الشك :
هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أم لا ؟
وهو الذي أخبر برؤية هلاله من لم يقبل قوله ، وأما يوم الغيم :
فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه ، وهو قول الأكثرين .
المعنى الثاني :
الفصل بين صيام الفرض والنفل ، فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع ،
ولهذا حرم صيام يوم العيد ،
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم
أن توصل صلاة مفروضة بصلاة حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام ،
وخصوصا سنة الفجر قبلها ، فإنه يشرع الفصل بينها وبين الفريضة ،
ولهذا يشرع صلاتها بالبيت والاضطجاع بعدها .
ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا
يصلي وقد أقيمت صلاة الفجر ، فقال له : " آلصُّبح أربعا "
رواه البخاري رقم ( 663 ) .
وربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل رمضان يراد به اغتنام الأكل ؛ لتأخذ النفوس حظها
من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام ، وهذا خطأ وجهل ممن ظنه .
والله تعالى أعلم . | |
|
هـآنـي عضو فضي
عدد المساهمات : 358 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 22/06/2009 العمر : 34
| موضوع: رد: صيام شعبان .. ياعباد الرحمن!! الجمعة أغسطس 07, 2009 4:56 am | |
| بارك الله فيكي حروف
معلومات جميله من شهر شعبان | |
|
امال مشرف قسم
عدد المساهمات : 239 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 25/06/2009
| موضوع: رد: صيام شعبان .. ياعباد الرحمن!! الإثنين أغسطس 10, 2009 8:59 am | |
| شكرا لك حروف على الموضوع الرائع | |
|